العقل أم السلطات جميعا

الروح
القلب
العقل

في داخلنا نظام سياسي مختلف مكون من ثلاث سلطات متداخلة وليست مفصولة والمزج فيما بينها هو جوهر طبيعة الإنسان وكيانه وصورته أمام الناس
الروح سلطة منفصلة سرها ومفتاحها عند خالقها ووجودها يعني وجود الحياة وخروجها يعني فناء الجسد وتلك السلطة رغم أهميتها تبقى سلطة محصورة داخل وظيفته البقاء على قيد الحياة
القلب لديه وظيفتان العمل كمضخة لنقل الدم والوظيفة الثانية هي الميل والنفور والفرح والحزن الشوق والملل والأهم العشق والجفاء وكل ذلك وأكثر يتحكم به سلطان عظيم يؤلف بين الناس ويفرقهم ولو أن أراد الإنسان إرغام نفسه على حب ما يكره ما أستطاع إلي ذلك سبيلا والعكس صواب
وأخيرا وليس آخرا العقل فهو السلطة الوحيدة التي يملكها الإنسان وهي مصدر إرادته وأفعاله وأقواله بل هي سلطة عليا منحها الله للإنسان وميزه عن سائر كائناته ، فالعقل يستطيع نزع سلطة الروح بالانتحار ، والعقل قادر على لجم سلطة القلب وإرغامه على الصمت أو قتله معنويا لو أراد ، لذلك من المألوف أن نجد منافقا يتمظهر بحب الآخرين والاهتمام بهم وهو في داخله يسخر منهم ويحتقرهم
العقل طاقة جبارة تنظم شؤون حياتنا وتلطف مشاعر قلبنا الذي يكره ثم يحب ويعشق ثم يجفو والعلاقة بين الاثنان تنافسية على الدوام فمن تفوق قلبه على قلبه صار عاطفيا متأرجحا بين مشاعره ، ومن غلب عقله قلبه بات ماكينة بشرية خالية من العواطف والأصلح هو أن تتقدم سلطة العقل بأغلبية النص زائد واحد حتى تبقى دوما مهددة بالسقوط في أي لحظة
وعظمة العقل تتجلى في نواحي كثيرة أهمها لدي على لإطلاق هو ترك أثر طيب في نفوس الآخرين حتى لو اختلفنا معهم ، فما الضير من النقد العفيف ؟ ما الخسارة من قول كلمة الحق بأجمل العبارات ؟ أن لغتنا الجميلة ولهجتنا الحبيبة غنية غنية غنية بالمعاني والتعابير
في النهاية سلطة العقل لا تعيش في أجواء القهر والتضييق فالأسرة والمجتمع والدولة سلطات تتحكم في أجسادنا وعقولنا وقلوبنا وحتى في أرواحنا وإذا ما فقد الإنسان حرية عقله فقد خسر نفسه وأصبح بعكس ما هو مهيأ له أن يكون حرا عاقلا متزنا
أيها الإخوة يوم السبت القادم في معرض الكتاب فرصة مناسبة للانتصار لسلطة العقل أم السلطات جميعا