أزمة حدس

وصلتني أكثر من رسالة يسألني أصحابها هل لديك وثائق جديدة بشأن حدس ؟
جوابي كان لا إذا كنتم تقصدون فضائح جديدة وما لدي هو فقط تحليل لوضع حدس بعد ظهور نتائج انتخابات مجلس 2008

رغم العمر المديد لحركة الإخوان المسلمين في الكويت أو الحركة الدستورية الإسلامية واختصارا حدس ، رغم كل التسهيلات الحكومية ، الخبرة التنظيمية المتراكمة ، كل الملايين ، السيطرة على قيادة اتحاد الطلبة ، الوكلاء والمدراء في الجهاز الإداري ، التمدد الاجتماعي ، الضجيج الإعلامي ، اللجان الخيرية المتناسلة في كل منطقة وشارع ، وزارة التربية ومعلميها ، نصف مساجد الكويت ، والأخطر خوف وجبن بعض الناس منهم خاصة جماعة بوجهين
كل ما سبق وأكثر لم يؤهل الإخوان المسلمين لكي ينجحوا في إيصال أكثر من ثلاثة أو أربعة نواب من الوكالة بمعنى نواب يمثلونهم رسميا تحت قبة مجلس الأمة والباقي يتم تعويضه بنواب مدعومين منهم لا يكتمل نجحاهم إلا بخوض الانتخابات بأسمائهم الشخصية ، وظل الإخوان على هذا الوضع دورات برلمانية عديدة حتى وقعت المعجزة في المجلس السابق وهي نجاح خمسة نواب من الوكالة التحق بهم السادس قبل دخولهم الجلسة الافتتاحية

كان هذا النصر ينسجم مع إمكانات حدس وتطلعاتها ، وتزداد نشوة النصر لو حسبنا النواب المدعومين منها

لقد كان التمثيل المعتاد الذي تحققه حدس ، رغم تواضعه إلا انه كان يعكس تواجدها في مختلف مناطق الكويت ، وبلغة التقسيمات كان لديها الحضري ناصر الصانع من الروضة والبدوي الرشيدي مبارك الدويلة من العمرية والبدوي العجمي محمد البصيري من الجهراء ، ما عدا سنة الطفرة طبعا في المجلس السابق

القبائل تلفظ حدس
حدس رشحت في انتخابات هذه السنة 14 مرشحا 6 منهم خسروا في الفرعيات وتبقى منهم 8 مرشحين خاضوا الانتخابات العامة ونجح منهم 3 فقط أي أن خسارة حدس ثقيلة قوامها 11 مرشحا وليس خمسة كما قد يعتقد البعض

أن أزمة حدس في المجلس الحالي أزمة مزدوجة فهي من جهة فقدت تمثيلها لصالح السلف التراثيين ، ومن جهة أخرى هو تحولها إلى حركة سياسية لا تستطيع النجاح سوي في المناطق الحضرية وحتى جمعان الحربش لم ينجح سوى في الدائرة الثانية معقل العائلات الحضرية
لعل حدس اليوم باتت كالمنبر والتحالف سواء بسواء إلا أن الفرق بينهما هو أن حدس حاولت في الرابعة والخامسة وفشلت