Thursday, May 13, 2010

عند عطوان مرة أخرى

بعد انقطاع عادت اعلانات دولة المؤسسات للظهور من جديد
---

أثار غياب رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح الإختياري عن الساحة المحلية إن تصريحا أو تلميحا 'حزمة' من التساؤلات يبدو أنها مهدت لطرح ملف الصراع بين الأجنحة التي تتكون منها الأسرة الحاكمة في الكويت (السالم، الأحمد، الحمد) من جديد، بعدما اعتقد الكثيرون أن ذلك الصراع حسم لصالح رئيس الحكومة أثر تجديد 36 نائبا من أعضاء مجلس الأمة المكون من خمسين نائبا الثقة به في وقت سابق
رئيس الحكومة بعدما نجا من خطاب طرح الثقة به بعد استجواب وجهه له أحد النواب الإسلاميين على خلفية اختلاسات كشف عنها ديوان المحاسبة في مكتبه بلغت مئتي مليون دينار كويتي حاول تسويق فكرة أن هناك قبولا شعبيا لبقائه في موقعه الحالي ، ورددها أكثر من مرة أمام زواره، مؤكدا أن أي محاولات لإقصائه من موقعه ستمنى بالفشل في ظل الوقائع الجديدة ، لكن كل تلك المحاولات من جانبه لم تنجح إذ لم يمض خمسة أشهر على مناقشة ذلك الاستجواب حتى عاد الصراع إلى الواجهة بين الأجنحة مرة أخرى لكنه أكثر ضراوة هذه المرة بكثير مما سبق
وتأتي محاولات رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد للبقاء في منصبه الحالي رغم كل الانتقادات الموجهة له ورغم كل التخبط الذي مرت به البلاد في عهده بسبب إعتقاده أن من يشغل هذا المنصب عند خلو منصب رئيس الدولة سيكون المرشح الوحيد لولاية العهد استنادا إلى الحوادث التاريخية السابقة ، لكن أجواء الصراع الحالية بين الأجنحة تعطي مؤشرا على عكس ما يعتقده المحمد ، لأن حسم الأمور في حال كانت هناك تطورات جديدة سيكون أصعب مما جرى في المرات الماضية ، وستتخذ مسارا جديدا سيجلب آخرين إلى ولاية العهد أبرزهم نائب رئيس الحرس الوطني الحالي الشيخ مشعل الأحمد. وتكمن المؤشرات على إشتداد الصراع بين الأجنحة المعنية في أمرين أولهما ما ورد في مقابلة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بوصف الحكومة بالضعيفة والعاجزة والمتخلية عن دورها لصالح مجلس الأمة،
بالإضافة إلى البحث عن بدائل بعد ذلك لتقوية الركائز التي تستند عليها الحكومة كإقتراح إعادة إحياء بعض الآليات الإجتماعية القديمة وتحويلها إلى مؤسسة أشبه ما تكون بمجالس الأعيان في بعض الدول العربية
ويكمن الأمر الآخر في دخول بعض أفراد الأسرة الحاكمة طرفا في إنتقاد مكونات المجتمع الكويتي وخاصة تلك التي تبدي تعاطفا مع رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي والجناح القريب منه ، كما حصل من جانب الشيخ علي جابر الأحمد وهو من جناح الأحمد تجاه أبناء القبائل ، ورد الشيخ أحمد صباح السالم عليه وهو من جناح السالم

الدوائر الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا ترصدان ما يجري من صراع بين أجنحة الحكم المختلفة وهي حتى الآن ترى فيه صراعا لم يخرج على الحدود الطبيعية للتنافس في السنوات الماضية لكنها لاتخفي تخوفها من بعض التسريبات في أوساط الأسرة الحاكمة عن بعض الممارسات التي يمكن أن تخل بتماسك الأسرة وقدرتها على مواجهة الأعباء، خاصة مع وجود تقارير كثيرة تتحدث عن تغيير كبير في القاعدة التي يستند عليها النظام في الحكم وهي القطاع القبلي 'الذي بدأت مظالم اجتماعية واقتصادية وضغوط شعبية قوية تقوده إلى آراء أقرب إلى آراء المعارضة في البرلمان الكويتي'. والمشكلة الرئيسية لدى الدول الغربية كما تشير التقارير أن القطاع القبلي سيمثل الصوت 'المتذبذب' وأن عوامل شخصية ومزاجية تجعل من الصعب جداً تنبؤ السلوك السياسي الدقيق 'الذي ستتبعه' هذه الفئة البرلمانية الرئيسية في تعاطيها مع القضايا المحورية التي تواجهها البلاد مثل مشاريع الخصخصة والتطوير السياسي وغيرها من القضايا
الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بإعتبارهما المعنيتين أكثر من غيرهما في إستقرار المنطقة تتخوفان من أية تغييرات مفاجئة في الموقع الأول في البلاد لكنهما تراهنان في نفس الوقت على وجود شخصية قوية في ولاية العهد يمكن أن تعوض أية نقاط ضعف ربما تطرأ خلال الفترة المقبلة، مما يضعف حظوظ رئيس الحكومة الحالي أمام مرشحين آخرين أبرزهم نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد ووزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد وربما النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد
هناك من يتحدث عن وصية مبارك الكبير بهدف إستبعاد جناح الحمد من السلطة ويمثلهما الآن الشيخ جابر المبارك الحمد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والشيخ محمد الخالد الحمد رئيس جهاز الأمن الوطني التي يقال انها تحدد الخلافة لأبناء جابر المبارك الحاكم الثامن للكويت وسالم المبارك الحاكم التاسع للكويت لأنهما شاركا والدهما في التغييرات في السلطة ، فيما تستبعد تلك الوصية البقية من أبناء الشيخ مبارك الصباح ومن بينهم حمد المبارك لأنهم لم يشاركوا في تلك الخطوة
ويبدو أن المستجدات على الساحة دحضت بشكل كبير حقيقة وجود مثل تلك الوصية من خلال إستبعاد جناح السالم من التراتبية التاريخية تجاه تأسيس تراتبية جديدة تنحصر مكوناتها في جناح الأحمد دون غيره من الأجنحة إذ لو كانت تلك الوصية موجودة لاستمر التبادل بين جناحي الأحمد والسالم قائما فالمرشح لولاية العهد بعد ولي العهد الحالي الشيخ نواف الأحمد سيكون من جناح الأحمد لا محالة لكنه لن يكون رئيس الحكومة الحالي كما تظهر المؤشرات ، فيما تبقى حصة بقية الاجنحة مثل جناحي السالم والحمد المناصب الوزارية فقط إلى حين
كل الأمور تشير إلى أن هناك صيفا ساخنا على مستوى الإقليم بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج من جهة وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وصيفا ساخنا على صعيد التنافس والصراع داخل أوساط الأسرة الحاكمة ومكوناتها ربما يكشف عن نفسه على شكل تعديل وزاري جذري يطرح تصورا ورؤية جديدة للمرحلة المقبلة، أو على شكل بناء معادلات جديدة يمكن التفاهم عليها بعيدا عن المس بالهياكل الحكومية الحالية


ناصر العبدلي

10 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

خوش مقال

قرمت said...

مقال بعيد عن الواقعية ككل، ولكن فيها تناتيف معلومات أو طرطيش حجي

bo bader said...

مقال دسم !

Unknown said...

الاكيد ان جميع الاجنحه الصباحيه

اقتنعت بتغير رئيس الحكومه
مع كل الخلافات التي بينها

ولكن الخلاف الاششد """من هو البديييل

ان غدا لناظره لقريب

كششتيل

مَـــــعْــــمَــــعَـــــه said...

خوش تحليل بس باعتقادي عقب الخصخصة وعلى المدى البعيد " البعيد وليس المتوسط " راح تتغير الخريطه وراح تدخل اطراف اخرى كونها طبقه كبار الملاك

panadool said...

مقال ينبئ بوجود أزمة قادمة داخليا وخارجيا

وتظل مقولة توقع غير المتوقع

وهى رهنا بالظروف التى ستحصل ويخبأها القدر

تحياتى

نور الليل said...

ضرب من الخرص أم ضرب من الخبر ؟

المقوع الشرقي said...

حناكالريشة في مهب الريح

الله الحافظ

إيكاروس said...

خذها مني كاش
و تذكر جيدا ما أقول


في حال صراع القرناء..من يأتي متأخرا يأخذ كل شيء

scarce313 said...

هل كتب هذا الكلام

في جريده عبدالباري عطوان

ما عندي تعليق